وللثيران حكايات عديدة لدى الفلاحين في الأرياف حيث لاتزال الزراعة التقليدية قائمة وباعتبارها من أدوات حراثة الأرض فثمة عبارات عديدة أفصحت عن العلاقة الارتباطية بين فلاح الأرض والثور والمحراث.. هناك من يفاخر بما لديه من الثيران ويصل ذلك إلى حد «الولع» بها ووصفها بأوصاف عديدة وتضمينها في مهاجل الزراع وزوامل الرعية.
لانت مرادك بالمهرد
أحرث أروان الجِرب
والمقصود هنا بالمهرد هو «الثور».
وأيضاً: «قلبي يحب الثور الأشعب
والمفدم لاحزب».
أنا قلبي مولع
بالضُميد الرجوع
لاتقبل الموهر
ولاقولة ارجع
أي تعرف مسارها عند حراثة الأرض دون أي تعرج أو إعاقة و«الرجوع» يقصد بها الضمد المربع كما يقال عند الفلاحين أي التي خسرت أربعاً من أسنانها.
واضميد جودي
الحديد ينحل
وأنت للمزيدِ
ومع قدوم الموسم الزراعي «مبكر» تنشط حركة الأسواق الشعبية الخاصة بعرض أدوات الزراعة التقليدية والتي يتم إعدادها في ورش «الحدادة» والنجارة أيضاً ومنها، النبال «المحراث»، الساقة، السك، المضمد، الحجفة، الحجنة، الشريم، السكين، الفأس، المحر، المذراية، الفدامه وغيرها من الأدوات.. وفي المقابل يتجه الفلاحون إلى شراء الثيران من أسواق البقر وترتفع أسعارها حيث يصل ثمن الثور إلى حدود 200 ألف ريال.
يقول الحاج قائد سيف - يستذكر الماضي:عندما يحين وقت الذري كنا نبكر فجراً ونخرج الأثوار من الحظيرة ليتشمسوا ثم نقوم بعد ذلك بغسلهم ونقدم الأعلاف والماء وبعدها نقوم برشهم بالسمن ومسح ظهر ورأس الثور جيداً بالسمن ومن ثم نشقره بالمشقر والزعفران وبعدها نذهب إلى «الحول» ويكون الثور حينها نشيطاً للعمل.لاتبيع الثور
إلا بعد الشور
لاتبيع ثوره
إلا بعد شوره
ثوري عاطش ماء
ثوري غبان
ثوري من شرعب
والخيول تلعب
وسط ميدان
هجده والبيرين
سوقهم ثاني
ويقال في الضمد «الجابر» التي تكون قد أكملت خسر أسنانها.
«ماصاحب الجُبار حيث ما اشتهى قيل»
أما صاحب الأعجال تحت الشجيره أعذر».
أي بسبب تعبها في وقت الظهيرة تحاول الذهاب إلى تحت الأشجار ولتستظل بها من حر الشمس، ويقصد بـ«الأعجال الجذع» حسب مفهوم الفلاحين أي الذي لم يخسر من أسنانه شيئاً.
وأيضاً هناك من يتباهى بقوة الضمد «الجابر» ومدى تحملها لحراثة الأرض حتى وقت الظهيرة وكذا قدرتها على المواصلة حتى مغيب الشمس.
كم وقت الهجاري
إدعس عالنبالي
وهنا يوجه «الرعوي» البتول بأن يتحين وقت الظهيرة وأن يضغط بقدمه بثقل على «النبال» المحراث، في إشارة منه إلى قوة الضمد وتحملها لذلك وتحديداً مع ذروة حرارة الشمس.. وكذا مطالبته بالاستمرار في حراثة الأرض حتى وقت العصر حيث يخاطب البتول الضميدة «الثيران» في المقطع التالي بـ:-
ألا ياذي الضُميدة
راعيك أوصاني
لافُك ولاقيل
إلا عصر داني
ألا ياسين عليكم
والملاح من الموت
من شلة العيدان
ومن ضربة السوط
الاغنيه الشعبيه واستمراريتها....
الحراثه يغني الفلاح خلف المحراث ويقول
وارشا وبارديه = شرية البارد هنيه
وارد الماء وارديه = ياحلا ووارديه
وفي الهجرة من الاوطان تتجلى هذه الكلمات لتعبر عن الشوق والحنين
اليل اهيم والصبح ادقدق اسلاك = ويوم ثاني وسوسة وشكاك
=يومي قلق والليل فوق الاشواك
أما عند الحصاد فهذه الاغنيه يرددها الفلاح أثناء حصاد المحصول
ألا واليلبه = ألا واليلبه
يابنات يابنات = ألا واليلبه
ليتني عندكن= ألا واليلبه
أما عند الحطب والرعي فهذه الاغنيه المعبره الراسخه في الاذهان
وادي الضباب ماءك غزير سكاب = نصه مطر ,نصه دموع الاحباب
أما أغاني الهجرة والاغتراب فهناك الكثير منها لكثرة اغتراب اليمني
غائب سنين.. قالوا السنة وصوله = الله يصيب من كان سبب رحيله
كم اذكره في سهرته ومقيله = يوم السفر كان الهوى دليله
وكذلك
بالله عليك يا طير يا معلي = إن كان ترى خلي.. أمانتك تقلي
شاحملك شوقي إليه وحسي = بالله عليك يا طير أمانتك لا تنسي
أما اغاني الطحين والتي ترددها المرأه في أثناء طحن الحبوب
يا أخي الصغير =شعدلك على ابي
قله يزوجني= ومو يشابي
كعوب صدري =حرقوا ثيابي
وجهي ذرة بيضاء =خيار صرابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق